بقلم: ظافر الخطيب
ان هي إلا كلمات برسم كل من يهمه الأمر، من يسار الى يمين الى وسط متحير بين يمناه و يسراه ، فالتاريخ حقيقة ملموسة تحلق في فضاء وعينا، فمتى أدركناه أدركنا كيف نسير وإلى أين…
في المقولة أن الوعي يسبق الممارسة، فهل يحق لنا هنا أن نقول، أن كل ممارساتنا اللاتراكمية ، المحتارة،المتناقضة،المشوشة،المتوترة،العصبية،المثيرة للريبةوالقرف،الغرائزية،المتواطئة،الضاربة بعرض الحائط لمصالح شعبنا، الانقسامية،الهدامة،الذاتية،الااخلاقية،الفردية،الغبية،هي ممارسات تنطلق من وعي لاتراكمي،محتار،متناقض،مشوش،متوتر،عصبي،مثير للريبة والقرف،غرائزي،متواطيء،ضارب بعرض الحائط لمصالح شعبنا،انقسامي،هدام،ذاتي،لااخلاقي،فردي،غبي…..
والعبرة في النتيجة ، فالكيان الصهيوني و إسرائيله، هي وهمٌ في وعينا كما هي حقيقة في وعيه،وشتان ما بين وهمنا و حقيقتهم. ونحن زيفٌ سالبٌ متداعي ، كما نحن حقيقة سالبةٌ متداعية، و شتان ما بين زيفنا في وعينا وبين حقيقتنا في وعيه، الفرق كبيرٌ وكبير، و مطروح على قسمة الوعي ، هل يُدرك أم لا يدرك….
في الوعي ، يعرف الكلّ و بدون استثناء أن انقسامنا هي مصلحة معادية،يفرح لها عدونا و يسعى لتعميق جراحها، وأدواته كثيرة على مد بصر الإدارة الفلسطينية،يمكن للمحايدين الموضوعيين ان يستدلوا عليها،يحاولون هنا وهناك، فتتحول فلسطين الى ربعها، ثم يتحول الربع الى نصف نصفه وهلمجرا من تقزيمات للوطن المحتل و لوطن اللاجئين في شتات المنفى .
في الممارسة ، يمعن المنقسمون انقساماً، قدرتهم على الإستجابة لطموحات العدو ورغباته وأمانيه كبيرة جدا،ولاننا نعرف عدونا جيدا، فإننا بتنا نعرف الكامن من رغباته، فنسارع الى الاستجابة لها، ودائماً تحت عنوان فلسطين و شعب فلسطين، الاقصى والقدس ، اللاجئين وحق العودة، والثوابت المزيفة الى تحتاج الى اثبات مزيف دائم في المجالس والمؤتمرات، في البيانات و التصريحات….
في الوعي ، غولدستون وما أدراك ما غولدستون، يعرف غولدستون ان المذبحة التي حدثت قد تمثل محاولةً لردع السلاح عن شي اللحم الغزاوي مرةً ثانية،يعبر قادة العدو من ناتنياهو و ليبرمان و غيرهم ، عن انزعاجهم الشديد من غولدستون اللاسامي المقيت، لإن فيه التعبير القانوني على لا اخلاقية هذا العدو وممارساته…
في الممارسة ، يعز على إدارتنا الفلسطينية أن ترى ابن العم منزعجاً، فتراها تهب لنجدته، فتستعمل اسلحتها الدفاعية لتنزع عن هذا التقرير مبرره الفلسطيني، بممارسة لا اخلاقية متداعية،لكن خيرها ليس كمثقال ذرة خيرٍ توجب مقابلها ، خيرها شرٌ لا يكافئه شر.
في الوعي ، احد عشر الف اسير فلسطيني و شاليط، لهم احد عشر الف اسم و له اسمٌ واحدٌ، لهم احد عشرة الف حياة، وله حياةً واحدة، إنسٌ وإنسان، شعبٌ وجندي ، مواطنون ووافد، اصليون وغريب،يختطف،يختطفوا،وفي كل العمليات الحسابية يبقون احد عشرة الفاً، ويبقى واحداً فرداً.
في الممارسة ، هو مساوي للكل في حياته، وإن مات هو أغلى منهم، ليس لهم من وليٍ يحفظ أسماءهم، او ينتصر لحياتهم، اما هو فله المجد الساطع، يحكي باسمه نتانياهو و ليبرمان و شمعون بيريز، ويطرح كقضية في كل المنابر ، كإنسان يستحق الحياة، أما هم فلا منابر لهم ، حتى المقاطعة ليس لهم فيها أي حصة، حتى وإن ساهموا في انتخاب حاكمها...
كثيرة هي النماذج عن وعينا ، كما هي كثيرة عن ممارستنا، فيها يمكن لنا أن نحاكم أنفسنا ، فنخرج في المحاكمة بأننا لسنا جيدون ، هو افتراضٌ مجنون ، ان أفترض ما لا تحكيه نتائج الفعل الممارس عن جهلٍ أو غباء، وهو كذلك افتراضٌ مجنون، حين يعتقد خصوم صاحب المقاطعة أنهم مختلفون عنه كثيراً ،إن في وعيهم أو في ممارستهم.
و حتى يذهبوا في غيهم مذهباً بعيداً جدا، فإن المعيار غير موجود، او تم تدميره ، كما دمر سلم القيم والمباديء عند اعتاب الدويلة المتخيلة، والسلطة المزيفة. بهذا لا يمكن أن نصل معهم او مع غيرهم الى معرفة الصواب والخطأ.
جملة اعتراضية
يخرج الآكتوبريون من عالمٍ ليس فيه تزييف، عالم فيه عبق جيفارا غزة ووديع حداد وغسان كنفاني،جورج حبش ، ابو علي مصطفى ، ليخطوا باسم الشعب آيات عشقٍ ملفوحة بنكهة الأرض و ثأرها ، ليحفظوا لانساننا قيمته و أحلامه، في أن الغد كله لنا ، في ان فلسطين كلها لنا...
يخرج الاكتوبريون من ملح الأرض لينسجوا ثار فلسطين على امتداد مساحتها، برغم أنف الشرعية الدولية،فيعود الغاصب غاصباً والفاشي فاشياً، مهما تموهت الأسماء بمقولات الضمير الهولوكوستي الكاذب .
اكتوبريون نعم ، فهل يعي بعضنا الاكتوبري ، أن المراهنة لا تصح هنا ، فهم على عرفهم سائرون، فلا المعتاد على عرف الهيمنة سيتراجع ولا الإلغائي سيتحول الى ديمقراطي. وفي هذا تسقط كل مؤتمراتهم،مهرجاناتهم،استعراضاتهم،نصوصهم ،قوانينهم ،عهودهم.
اكتوبريون نعم ، فهل يعي بعضنا الأكتوبري أن المراهنة لا تصح ، ولن تصح ، إلا على اكتوبر ومنهجه
* عضو اللجنة المركزية الفرعية للجبهة الشعبية في لبنان مسئول مكتبها الإعلامي