يُحدِثُني أبي كُلَّ يَومٍ
عنْ البلادْ
يقولُ: أَرضُها يا وَلديِ
حافيةٌ مِنَ الليمونِ
والزيتونِ
وأهلِ العِبادْ...
أَرضُها يا ولدي حَزينةٌ
لا تَشربُ الماءَ
بعد أن قَسَّمُوها
وخانُوها ودَاسُوا
على الزِنادْ....
يُحدِثُني عنْ المزارعِ العاريةِ
عنْ الشوارعِ الخاليةِ
يُحدِثُني عنْ الناسِ لما
تَخلَّتْ عنْ الإنسانِ
وتَركتْ منْ خَلفِها
النضالَ والاستشهادْ...
يُحدِثُني أبي كُلَّ يَومٍ
عنْ البلادْ
لَيْتكَ يا وَلدي في الدِيارِ
نَجْتَمِعُ على فَطورٍ صَباحيٍ
في حَدِيقَتِناَ الخَلْفِيةِ...
أَنا وأُمكَ
ومَنْ تَبقىَ
مِنَ الأولادْ...
لَيتكَ يا وَلدي تَكبُرُ بَينَنَا
كَماَ يَكبُرُ الشَجَرُ وَاقفاً
فيِ كُلِّ عِيدِ مِيلادْ...
لَيتنَا نَرقُصُ
فيِ يَومِ عُرْسِكَ
ونَبْقَى بإذْنِ اللهِ
حتى نُعانِقَ
الأبْنَاءَ والأَحْفَادْ...
يُحدِثُني أبيِ عَنْ زُمرةِ الأَوغادْ
هَاهُمْ يَتَسَلقونَ السُلطات
ويَحكُمونَ ويتفَاخَرُونَ
بأَنهُمْ أَسيادْ...
هَاهُمْ يَتْرُكونَ العَدُوَّ
ويَغرقُوا للرُكَبِ
في ضَرْبِ بَعضِهمْ
ونَصْبِ الأَوتادْ...
يَسأَلُنيِ أبي عَنْ الجِهادْ...
لا تَقْلقْ يا وَالديِ
هذهِ أَمَانةٌ والبُعدُ
أَحمقُ
أُهديكَ عُمْريِ
وسُنْبُلةً تَضَعُهاَ
يَوماً على قَبْريِ
مَعَ الأَجدادْ...