فــي الــذّاكـــــرة

في الذاكرة

أشلاؤنا المبعثرة

في الذاكرة

والقدم المبتورة

عن ساقها

والطفلة المغتالة

باكرا

والجثث المسحوبة

الطّاهرة

كلها في الذاكرة

***

في الذاكرة

صلاتنا المُحاصرة

عند الرّحاب الطّاهرة

لن تمنعوا إسراءنا

لن تمنعوا معراجنا

***

باقون هاهنا

نرتل الآيات الخالدة

نقتحم أسواركم

بالفاتحة

ونزحفُ بسورة الإسراء

الزّاهية

ليس لكم هنا

من باقية.!

تحصّنوا بهذه

المستوطنات الخائفة

واحتجبوا احتجبُوا

وراء الجدران العازلة

واسّاءلُوا بينكم

كم عمر هذه الأجسام

الناتئة؟

***

ما بالها تقتلع الزّيتون

والنّخيل والأشجار

الباسقة؟!
فعندما تنطلق رصاصة

أو تزحفُ جرّافة

لن توقف كلتاهما

الأقدام أن الفاتحة

***

هيَّا اسألوا نساءكم

عن الأرحام الضامرة

لماذا هُنّ لا يَلِدْنَ

للأيام القادمة...

***

و كلَّما علت زغرودةٌ

في دارنا

لطمن عندكم

خدودهن الشاحبة

وصرخت أرحامهن

الخائفة

إن لَمْ يكن قادماً

فهي قادمة...

***

ليس لكم هُنَا

من باقية

لأنكم مستنبتون

لا تعرفون ما الأيام

الخالية...؟

لهذا يسأل أطفالكم

أبناءنا

عن الحكايا والأحاجي

السّالفة

ويغبطونهم عن هذه

الأشعار الحالمة

لعلّهم من وحيها

يركبون ذاكرة

***

هيّا ارجعوا

وانتشروا

فداخل الأصقاع الباردة

قد تجدون بعض الذّاكرة

ليس هنّا
ليس هنا

تمتد هذه الجذور

الواهية...

ممنوعة

بغضب السّماء

وسخط الأنبياء

والحجارة الرّاجمة

***

فمن هنا

مِنْ عندنا...

تهبّ هذه الرياح

السّاخنة

تعيدكم إلى البلاد

الحاضنة

هناك...

ليس هنا

اقتطعوا مساحة

خرْساء

مارسوا طقوسكم

وطأطئوا رؤوسكم

واستنسخوا الصحائف

السوداء

***

ليس هُنّا

في منبع الضياء

ومهد الأنبياء

يقيمُ الأشقياء

الشاعر: أبو بكر مراد

وادي سوف- الجزائر

27/05/2006